هذه من الأمور التي أحببت أن أنبه الإخوة عليها، ونختم بأمر وهو تبشير الإخوة مرة أخرى، نبشرهم ونبشر الأمة بنصر الله، فإن الله سبحانه وتعالى كما جاء في الحديث جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: {بشر هذه الأمة بالسناء والرفعة والتمكين} الله تبارك وتعالى جعل النصر والفوز والعاقبة للمتقين، ولهذه الأمة بالذات، أمة محمد صلى الله عليه وسلم مهما طال الزمن.
الحمد لله فالإجماع العالمي على نبذ العدوان، وما يحصل من أمريكا وغيرها إنما هو غطرسة وغباء وحماقة، الكل بدأ يعبر بعبارات نحن لا نستخدمها، ولكن من أنفسهم يستخدمونها، هذه إحدى المبشرات والحمد لله.
ثم الوعي الذي يحصل لهذه الأمة، فهذا الوعي عندما نجد أنه انتشر وينتشر في كل مكان والحمد لله، في الفلبين وأندونيسيا وجنوب شرق آسيا، ثم شبه القارة الهندية بتعددها، ثم في العالم العربي، ثم في أفريقيا، هذه كلها تدل على أن هذه المعركة هي بداية خير بإذن الله تبارك وتعالى.
وأقول للإخوة دائماً: لعل الله سبحانه وتعالى أن يحفظنا وإياكم إلى مثل هذا اليوم، وفي العام القادم نقول للإخوة: الحمد لله الذي حقق أملنا، والحمد لله الذي خيب أعداءنا، وهزمهم بإذنه تبارك وتعالى.
هناك نقل واحد فقط أقوله لكم كتبه أحد الأمريكان المتخصصين في الفكر في هذا الشأن، مما يبشر هذه الأمة إن شاء الله، يقول: إنني درست وتتبعت تدخلات أمريكا في كل دول العالم فوجدتها دائماً تنتهي بأهداف خائبة، ولم تحقق في يوم من الأيام هدفاً واحداً.
ثم قال: انظروا الحرب الصينية عام (1945م) بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، ثم الحرب الكورية، ثم الحرب الفيتنامية في جنوب شرق آسيا، ثم الحرب في الكنغو، ثم تشيلي، ثم في جواتيمالا، ثم في أمريكا اللاتينية، ثم في بنما، وآخر شيء في أفغانستان، كلها لم تحقق أمريكا في أي تدخل من تدخلاتها أهدافها التي أعلنتها أبداً، ولم تحقق الديمقراطية التي تدعيها، بل كل هذه الشعوب التي تقول: إنها ما تدخلت إلا من أجلها أو أصدرت حكومات من أجلها، كلها تلعنها وتسبها وتعاديها.
سبحان الله! على اختلاف الأديان والملل، انظروا إلى كوريا الآن، أكبر حرب شنتها أمريكا قبل فيتنام الحرب الكورية، فما الذي أنجزته؟ الآن كوريا الشمالية شوكة تقف لها .. كوبا عبارة عن جزيرة صغيرة لا تنتج إلا السكر لكنها في خاصرة أمريكا، لم تستطع أمريكا أن تسقطها، وتتمنى أن تسقط كاسترو في أي لحظة لكن لم تستطع.
هذه أمريكا التي يعطيها العالم الهيلمان! أيضاً تشيلي، السلفادور الهندي، بالنسبة لذلك اليوم لما كان المعسكرين الاشتراكيين، يعتبر من أشهر الزعماء المشهورين في العالم؛ لأنه عن طريق الانتخابات وصل إلى الحكم الحزب الاشتراكي، وفي أمريكا الجنوبية، فكانت مشكلة .
الآن لا يوجد أحد في تشيلي إلا ويلعن الأمريكان، ولا يستطيع أي أمريكي تقريباً أن يعيش في تشيلي وهو آمن، ثم مضى على هذا سنوات من عام (1973م) .
أيضاً الكنغو أيام الزعيم المشهور لوميمبا وربما سمعتم عنه أيام عبد الناصر وتيتو وهذه المجموعة كلها، كل هؤلاء لا يوجد الآن لـأمريكا موضع قدم في بلد من هذه البلاد رغم أنها تدخلت وخسرت خسائر هائلة، في الحرب الكورية القتلى سبعة ملايين، حرب هائلة جداً، انتهت الحرب الكورية والآن كوريا الشمالية أقوى ما تكون في أي مرحلة من مراحلها، لا يوجد فائدة.
كل تدخلاتها سافلة وخائبة ومهزومة؛ لأنها لا تريد وجه الله، إنما الذي يدفعهم صناع السلاح والتجارة، فإذا باع كل ما عنده جمع أوراقه وأخذ شيكاته وذهب وترك الحكومة، ثم يسقط الرئيس ويأتي رئيس آخر، ويأتي حزب آخر، أو تتورط الدولة فلا يتدخل.
ومن العجائب التي تكلم بها قال: التدخل في الصومال، فمع الفقر والجوع والشتات لم يستطع الجيش الأمريكي أن يقبض على حسين عيديد ولم يستطع أن يسيطر على مقديشو فخرج وهو يجر أذيال الهزيمة من الصومال.
أما في أفغانستان فبفضل الله سبحانه وتعالى ولعلكم سمعتم بالأمس القريب فقط اضطروا إلى إرسال تعزيزات قوية في شرق أفغانستان ؛ لأن العمليات هناك أقلقتهم وأزعجتهم ليل نهار، ولا يستطيع الأمريكان في أفغانستان أن يخرجوا خارج المعسكرات التي حاصروا فيها أنفسهم في أسوار وراءها أسوار، ومن يحرسهم يتعرض دائماً للضرب، وكثير من الدول تريد أن تنسحب نهائياً، مثل: ألمانيا وأستراليا، ولم يتحقق هدف من أهدافهم، لا السيطرة على البلد، ولا مد أنابيب النفط، ولا القبض على أسامة بن لادن ولا الملا عمر، كلها ولله الحمد فشلت وخابت.
فنحن نقول هذا للطمأنينة إن شاء الله، ونجدد ثقتنا في الله، وثقة إخواننا جميعاً، ونقول: يا إخوان! فلندع إلى الله، ولنجتهد في هذه الدعوة، ولننشر هذا الدين، كما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولنصبر على التضحية في سبيل ذلك، ولا نشك لحظة واحدة في أي أمرٍ بأن العاقبة لهذا الدين، وأن النصر بإذن الله سبحانه وتعالى، وأنه سيكون من نصيب هذه الأمة، وعلينا أن نعمل جميعاً على أن نجعلها صفاً واحداً، ويداً واحدة تجاهد في سبيل الله، وتدعو إلى الله، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، لتحصل على ما وعدها الله تبارك وتعالى من الخيرية والنصر: ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ))[آل عمران:110].